الأسماء المطروحة للرئاسة لن تصل إلى بعبدا.. والرئيس المرتقب سيُشكّل مُفاجأة!
صونيا رزق – الديار
يتفق الجميع على انّ لبنان مطوّق اقليمياً ودولياً، نظراً لموقعه الجغرافي وطبيعته السياسية الفريدة من نوعها، بحيث بات محطّ انظار العالم على الرغم من صغر مساحته، لذا تلعب عملية خلط الاوراق الاقليمية والدولية بقوة على ارضه، فتجعله رهينة لها بسبب ولاءات اكثرية اهل السياسة لها، بين فريقين احدهما يتجه نحو محور الممانعة والخط الايراني – السوري، والفريق الآخر نحو الغرب ودول الخليج، الامر الذي يضعه بين قوسين، وبمثابة التبعية تارة لهذا الفريق، وتارة اخرى للفريق المقابل، وهذا يعني انّ كل الحلول لأزماته وانهياراته التي تتوالى منذ سنتين ونصف السنة، تنتظر الضوء الاخضر الخارجي ليسمح ببدء الحلول، ومن هذا المنطلق يترّقب ما ستؤول اليه الاتفاقات الاقليمية والدولية بين هذين الخطين، فيما يبقى لبنان يتخبّط ضمن فريقيه في الداخل، غير آبهين لتداعيات ما يقومان به من تناحرات وانقسامات، وكأنهما ينفذان الولاءات الخارجية، وبعضهم يعرف بما يقوم به، والبعض الاخر قد لا يعرف، فيما النتائج السلبية والخسائر والاثمان يدفعها الشعب اللبناني وحده.
الى ذلك يبرز اليوم إستحقاقان وسط هذه الازمات، اولهما انتخابي ومن ثم رئاسي، في ظل تشديد واسع من قبل جميع الافرقاء اقله في العلن، على ضرورة إجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده، لانّ الكل طامح الى التغيير، والاتهامات المتبادلة تبدو سيّدة الساحة الانتخابية الرافضة للتأجيل، فيما الحقيقة انّ معظم الافرقاء يتوقون الى ذلك، لكن هذه المرة لن تصل امنياتهم الى خواتيمها، لانّ الانتخابات ستجري في موعدها المحدّد في منتصف ايار المقبل، وفي سياق مماثل ينادي الجميع ايضاً برفض الفراغ الرئاسي، لانه يريد إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، ويتوق الى رئيس توافقي يوّحد اللبنانيين ولا يساهم في انقسامهم اكثر، كلمات لطالما ردّدها المسؤولون على مدى سنوات، لكنها لم تطبّق على الارض، لانّ الاختلافات والتشنجات متواصلة بين كل الافرقاء السياسيين.
من هذا المنطلق تدعو كل الاطراف السياسية الى الابتعاد، عن إعطاء الدواء المسّكن الدائم للأزمات اللبنانية، لان هشاشة الوضع تتطلب حلاً نهائياً وجذرياً، يرفض التسويات الظرفية التي إعتاد عليها لبنان، وبالتالي فإن أي حل إن لم يُخرج لبنان من محنه فسوف يكون تسوية باهتة تسقط بعد حين، وللوصول الى ذلك الحل لا بدّ من تنازلات من الطرفين المتنازعين، والعمل سوياً على رؤية تفاؤلية ترّد على التساؤلات الكثيرة التي تخيف اللبنانيين، وهي بمجملها اسئلة غامضة شكلت قلقاً لدى المراقبين من تحضير سيناريو جديد للبنان، بأهداف متشعبة خوفاً من حصول فراغ رئاسي، ووسط كل هذا يستمر التساؤل عن وجود خطة ما، ضد ما يحاك أمام تثبيت الاستقرار، من خلال تحولات كبيرة في المناخ الإقليمي علّها تبعد لبنان عن المخاطر.
في غضون ذلك، يشير وزير سابق تولى حقيبة سيادية، وتابع سياسياً للخط الوسطي، الى ان تسوية اقليمية تلوح في الافق بحسب معلوماته، لمنع تفاقم الازمة الرئاسية، وبالتالي لمنع حدوث الفراغ كما إعتاد اللبنانيون بعد نهاية عهد كل رئيس، وينقل الوزير السابق بأن البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وُضع في هذه الاجواء، وبأن اتفاقاً خارجياً يجري البحث به حالياً، لان الطبخة تأتي دائماً من دول القرار، معتبراً بأن هنالك فرصة كبيرة لإيجاد مخرج من الأزمة، ورأى بأن الوضع السياسي اللبناني مرهون بإنطلاق مفاوضات اميركية – ايرانية، وإمكانية تحقيق بعض الأشواط السياسية الناجحة، وبالتالي فالمفاوضات الخليجية – الإيرانية عموماً والسعودية- الإيرانية مطلوبة بقوة اليوم، لانّ وضع لبنان سيكون مطروحاً على طاولاتها، وفي حال فشلها فسوف نوضع امام مرحلة اخطر من تلك التي نعيشها اليوم، فننتظر الحل البعيد، لكننا نأمل تبديد المخاوف في شأن الملف اللبناني عموماً، والرئاسي خصوصاً، وختم: «كل الاسماء المطروحة للرئاسة لن تصل الى بعبدا، وسوف يشكّل الرئيس المرتقب مفاجأة، لانه سيُطرح في الايام الاخيرة التي تسبق الاستحقاق»!!
المصدر : الديار