لا، لم تمت!

لا، لم تمت!
0 التعليقات, 26/03/2016, بواسطة : , في اخبار سياسية

ابراهيم الأمين-الاخبار

لا يكتمل المشهد في حياتنا العامة، من دون لوحة الحائط التي صار اسمها جريدة. فكيف وجيل المرتزقة الجدد عند أمراء النفط والغاز، صار لديهم ما يعتقدونه «منابر إعلامية»، وها هم يمنحون أنفسهم رتبة الواعظ الذي يعطي الدروس.
كلّ ما فينا يقول لنا إن الجريدة حاجة وحقيقة. وكل ما حولنا يقول إنه زمانها، الآن وهنا، كما كان سابقاً. وكل آمالنا، وطموحاتنا، ورغباتنا، تقول إنه لا مجال للاستغناء عن هذه المعشوقة الأبدية.
للفعل القاسي الذي اختاره طلال سلمان حكايته الخاصة. لكنه احتجاج لا يلغي النقاش، ولا يسدل الستارة أبداً. إنّه ليس نتيجةً حتميةً لمسار طويل. ولأنه كذلك، وقبل فوات الأوان، وحيث للشروق موعده اليومي، لا بد من الصراخ. صراخ الاحتجاج لا صراخ النحيب. صراخ من يرفض النتيجة غير العادلة. وهو صراخ لا يترك مجالاً لحشرجة هنا، أو أنين هناك. هو صراخ السائل الذي لا يُنهر، وصراخ يجعل كل سامعي الصوت، والصامتين بلا حراك، شركاء في جريمة لها ضحاياها الكثر، ولها أيتامها أيضاً.
لا وقت للاستماع إلى الرواية. وكل التبريرات التي نسمعها الآن، وسنسمعها غداً وفي أي وقت، لا تقول كل الحكاية. وكل شرح لن يفيد في إخفاء الفعل الجرمي. هو الفعل الذي نتشارك جميعاً في ارتكابه بصمْتنا، بوقوفنا على التل نراقب النسر يهوي بلا حول وبلا قوة.
الصحافة لم تمت. ولا يجب أن تموت «السفير» في عيد مولدها. العيد الذي يصادف عمر النضوج، وعمر العطاء الكبير، وعمر الإغواء والركض نحو الأفضل…
في لحظة كهذه، ليسمح لنا طلال سلمان بأن نصرخ إلى جانبه، بل حتى في وجهه، رفضاً لإعلان موت «السفير». موت هو أقرب إلى عملية إعدام!

حول admin

أضف تعليق !

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: