فنزويلا: تضييق أميركي والجيش يؤمن الغذاء!

فنزويلا: تضييق أميركي والجيش يؤمن الغذاء!
0 التعليقات, 12/07/2016, بواسطة : , في اخبار دولية

 

وضع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو القوات المسلحة، أمس، أمام مهمةٍ جديدة، تتمثل بتأمين المواد الغذائية للمواطنين في ظل النقص الشديدٍ الذي تعاني منه البلاد، جرّاء أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد منذ هبوط أسعار النفط، وهو إجراء يمنحُ الجيشَ مزيداً من السلطات منذ إعلان الرئيس حالة الطوارئ الاقتصادية.
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال»، سيوكل وزير الدفاع فلاديمير باترينو نقل وتوزيع المواد الغذائية الأساسية ومراقبة الأسعار وتحفيز الإنتاج، بحسب مرسوم نشر أمس في الصحيفة الرسمية.
وقال مادورو في خطاب متلفز إن «جميع الوزارات والوزراء وجميع المؤسسات الحكومية أصبحوا في خدمة «مهمة التأمين الكبير السيادي» التي سيقودها وزير الدفاع.
وكان القرار قد استبقه إصدار مادورو أمراً للحكومة بوضع اليد على مصنع «شركة كيمبرلي ـ كلارك» الاميركية في البلاد، مطبقاً تهديده بالتدخل ازاء المصانع التي توقف انشطتها بسبب الأزمة الاقتصادية.
وشن الرئيس الفنزويلي هجوماً عنيفاً على الولايات المتحدة معتبراً أن بلاده تتعرض لـ «مؤامرة مالية» تقف خلفها واشنطن، وذلك على خلفية رغبة مصرف «سيتي بنك» الاميركي بإغلاق حسابات مصرفية حكومية فنزويلية تدفع من خلالها كاراكاس مدفوعاتها الدولية.
وكان مصنع «كيمبرلي كلارك» في ماراكاي، المدينة الواقعة على بعد حوالي مئة كيلومتر غرب كراكاس، قد أعلن السبت الماضي انه سيوقف انتاجه من منتجات النظافة الشخصية بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية في البلاد.

واعلن وزير العمل اوزوالدو فيرا إجراء «الاحتلال» أمس الأول في المصنع، مؤكداً انه استجابة من الحكومة لطلب تقدم به العاملون في المصنع.
وعلى وقع تصفيق العمال، قال فيرا لدى توقيعه وثيقة بهذا الخصوص «نأمر بأن يتولى العمال فوراً احتلال شركة كيمبرلي كلارك فنزويلا»، مصدراً أمراً بإعادة تشغيل ماكينات المصنع».
ويندرج هذا الإجراء في اطار تنفيذ التهديد الذي لوّح به مادورو قبل شهرين، حين حذر المصانع الراغبة بوقف الانتاج بسبب الأزمة الاقتصادية من انها ستنتقل فورا الى ايدي العمال، مؤكداً أن «المصنع المتوقف سيتم احتلاله من الطبقة العاملة».
ورحّب فيرا أمس الاول بـ «قطاع الاعمال الراغب بمواكبة الحكومة، لكن أي مصنع يغلق سيتم احتلاله، وإعادة فتحه من العمال والحكومة الثورية».
وأدى انخفاض اسعار النفط الى انهيار اقتصاد فنزويلا التي تستورد كل ما تستهلكه تقريباً. ولم تعد البلاد تملك الموارد المالية الكافية لتغطية مصاريفها. كما اختفت حوالي 80 في المئة من المواد الأولية بشكل شبه تام من الاسواق، بحسب هيئات خاصة.
وتشهد البلاد حرباً سياسية بين السلطة التنفيذية والمعارضة التي تريد اجراء استفتاء من اجل رحيل مادورو عن السلطة قبل انتهاء ولايته.
وردت الشركة الأميركية على اخبار «احتلال» مصنعها ببيان اعلنت فيه ان الحكومة «ستكون مسؤولة» من الآن عن الموظفين والمنشآت.
يذكر ان عدداً من الشركات الدولية العاملة في فنزويلا علّق انشطته في الفترات الاخيرة، لأجل قصير او غير مسمى.
ففي ايار، علّقت شركة «كوكا كولا» جزءا كبيرا من انتاجها المحلي لنقص السكر، قبل استئنافه في حزيران. كما اوقفت مجموعتا «كرافت هاينز « و «كلوروكس» الاميركيتان انشطتهما.
من جهة أخرى، اكد مادورو أمس الأول ان مصرف «سيتي بنك» الاميركي ابلغ حكومته بأنه سيغلق في غضون شهر حساب المصرف المركزي الفنزويلي الذي تستخدمه كراكاس لسداد مدفوعاتها الدولية، واصفاً الاجراء بـ «الحصار المالي».
وأوضح في مقابلة عبر التلفزيون والاذاعة ان المصرف الاميركي ابلغ الحكومة الفنزويلية بأنه سيغلق ايضاً حساب مصرف حكومي فنزويلي ثانٍ هو «بنكو دي فنزويلا».
وقال مادورو إن «سيتي بنك» يقول «إنه سيغلق في غضون 30 يوماً حسابي المصرف المركزي وبنكو دي فنزويلا. هذا يدعى حصاراً مالياً».
واعتبر الرئيس الفنزويلي القرار مؤامرة تهدف الى فرض «حصار مالي» على بلاده، مؤكدا انها ستتجاوزه.
وقال «هل تخالون انكم ستوقفوننا بإقامة حصار مالي؟ كلا يا سادة، لا أحد يوقف فنزويلا. مع سيتي بنك أو بلا سيتي بنك سنتقدم. مع كيمبرلي او بلا كيمبرلي، فنزويلا تتقدم».
(«السفير»، أ ف ب، رويترز، أب)

حول admin

أضف تعليق !

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

%d مدونون معجبون بهذه: