بدر حسين عيد المرشح عن المقعد العلوي في طرابلس:افتخر بقرابتي بـ “رفعت عيد”ولست مع الحكم في سوريا و مؤيداً للثورة السورية

في ضوء سلسلة التقارير التي بدأ موقع “أخبار لبنان اليوم”يجريها عن المرشحين للانتخابات النيابية اللبنانية, انطلاقا منه لتعريف القارئ على المرشحين أو النواب المتوقع دخولهم الى سدة البرلمان, وما هي المشاريع ,والخطط التي يطمحون ويوعدون الناخبون بتحقيقها في حال انتخبوهم . فكان لمراسل الموقع سلسلة مقابلات مع مرشحو الطائفة العلوية عن الدائرة الثانية في طرابلس والتي ننشرها تباعا.
أثار إعلان لائحة “لبنان السيادة”زوبعة إعلامية، حيث ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بتعليقات حول موقف مرشح اللائحة عن المقعد العلوي في الدائرة الثانية من الحرب في سوريا وتأييده لرئيسها الدكتور بشار الأسد سابقا، إضافة إلى صلة القرابة التي تربطه برئيس الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد المتهم بتفجير مسجدي طرابلس بحسب الرأي العام الطرابلسي المتداول على الفيس بوك؛ علمًا أن قضية رفعت عيد “حسب موقع الجمهورية” تصب في اتهامه بتشكيل عصابة مسلحة اشتركت في أحداث جبل محسن وباب التبانة. وغيرها من التعليقات التي تهاجم المرشح بدر حسين عيد.
هنا يأتي السؤال: بماذا سيرد بدر عيد على هذه التعليقات؟ وهل مازال على مواقفه من الحكم السوري في وضعه الحالي؟
موقع “أخبار لبنان اليوم” أجرى مقابلة مع المرشح بدر عيد ليزيل الغموض المتعلق به ويستشفي أجوبة للتساؤلات التي أثارها ترشحه؛ فدار حوار سادت فيه شدة إنتماء أسري مع استقلال تام –حسب ما قاله- عن سياسة الحزب العربي الديمقراطي المتمثل بآل عيد، الامر الذي وضع تصريحاته في خانة التناقض بالمواقف وبعض الكلام المبهم، الا أن ما سبق لا ينفي الجانب المشرق من كلامه ألا و هو “اللاطائفية”. فكانت البداية بالتعرف على شخصية عيد، الذي عرّف نفسه: أنا ابن مدينة طرابلس، حائز على إجازة في إدارة الأعمال، بدأت بالعمل في مدينة طرابلس بتأسيس شركة HVC المتخصّصة بالتدفئة والتبريد وأنظمة مكافحة الحرائق، بالإضافة إلى شركة نقل بحري، وفي تلك الأثناء دخلت العمل بالشأن العام دون الإنتماء الى أي حزب أو جهة سياسية، ومع تدهور الأوضاع الإقتصادية اللبنانية بعد الحرب الإسرائيلية، أكملت العمل الاجتماعي والإنساني من الولايات المتحدة الأميريكية.
عدت اليوم الى لبنان للمشاركة في الانتخابات النيابية في ظل الحرمان الذي تعيشه طرابلس، وهدفي الأول هو السعي الى تحقيق المصالحة والانماء للمدينة وكل ما يلزم من عمل لتحسين أوضاع الناس اقتصاديًا واجتماعيًا، وليخصّ الطائفة العلوية التي تعيش ضمن وضع سيء مع غياب مرجعيتها”، على حد قوله.
دار الحوار حول الرؤية والأهداف الأساسية من الترشح وصولًا لمعرفة برنامجه الإنتخابي، ليؤكد عيد أن الدعم المادي من أمواله الخاصّة، وأنّه مرشّح ليس فقط عن الطائفة العلوية بل لخدمة أهالي مدينة طرابلس بدون أية غاية أو مصلحة تُذكر، حيث لم ينفِ عيد ارتباط العائلة تاريخيًا بالحكم السوري منذ تواجده في لبنان، ومشيرًا الى الإشاعات التي تطال شخصه من قبل الرئيس الحريري مهاجما إياه قائلاّ: ” أنا قررت أن أعتمد سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الدولة اللبنانية، وهي السياسة التي يتبناها رئيس الحكومة حيث سياسته تناقض كلامه بمهاجمة الدول المجاورة، ليصل الى مهاجمتي شخصيًا وهو لا يعلم أي شيء عن بدر عيد، فليسأل كل العالم من هو حسين عيد الذي خدم أبناء المدينة أيام تواجد السوريين في لبنان علمًا أنه لم يكن سياسيًا.”
وقد أعلن عن برنامجه الانتخابي الذي يتضمّن عدّة بنود أهمها خطة اقتصادية تساعد من تقليل نسبة الفقر العالية في طرابلس عموما وخصوصا في منطقتي جبل محسن وباب التبانة وذلك للحدّ من تجدّد جولات العنف في المدينة فأكد ان وجود حالة الفقر والحاجة لدى أهالي المدينة كل من يريد تحريك الشارع لغاية أو هدف يستطيع ذلك إن لم تتحمّل الدولة اللبنانية مسؤولياتها وساعدت أبناء المنطقتين للحد من نسبة الحاجة وأمنت لهم وظائف تساعدهم على العيش بكرامة.
ولاسترجاع حقوق الطائفة العلوية، أضاف عيد: “لقد أتيت للعمل على مصالحة حقيقية بين أبناء جبل محسن وطرابلس، حيث دخلت مع لائحة اللواء أشرف ريفي أحد صقور الطائفة السنية الكريمة وأنا أحد أفراد آل عيد لنا وجودنا في المنطقة. هذا التحالف سوف يساعد تحركنا على الأرض لتأمين الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي تفتقرها الطائفة العلوية، متوجهًا بكلامه الى أبناء جبل محسن إذ لم أستطع الوصول الى سدة البرلمان سوف يصعب تنفيذ الخطة الإنمائية بالقوة التي نرجوها.
كيف هي علاقة عيد مع القوى السياسية في طرابلس؟
علاقاتي مع القوى السياسية في طرابلس كلها جيدة، بعيدا عن السياسة دائما كان يجمع أبناء المدينة العيش المشترك ولكن اذا لم نصل الى استقرار وأمن وأمان لن نحقق أي تقدّم اقتصادي أو اجتماعي للمدينة.
أما بالنسبة للإشاعات والمهاجمات بسبب القرابة التي تربطني بـ “رفعت عيد” وأنا افتخر فيها، أريد أن أشير أن عائلة عيد ليس لها علاقة بتفجيري الجامعين، مقولات واتهامات كثيرة وضعت أشخاص في خانة اتهام القيام بهذا العمل، أنا أطالب الدولة اللبنانية بإجراء تحقيقات عادلة تصل لمعرفة المتهم ونحاسبه “مين ما كان يكون”، ولكن هذه الاتهامات العشوائية تؤذي العائلة والطائفة بأكملها.
أما فيما يخص المجلس الإسلامي العلوي كان رأيه:
بعد وفاة رئيس المجلس توجد حسابات تحتاج لإعادة دراسة من جديد،أمور كثيرة متوقفة عن العمل بالنسبة للمجلس الاسلامي العلوي كتوظيف قضاة ومحامين وغيرهم. وبدورنا يجب ان نجمع كبار العائلات في جبل محسن، طرابلس وعكار كون المجلس هو مرجعية لكلّ لبنان، وبدورهم ينتخبوا الرجل المناسب الذي يستحق منصب رئاسة المجلس؛ ولكن على الدولة اللبنانية القيام بواجباتها تجاه المجلس من تأمين الوظائف الأساسية له ليغدو مؤسسة حاضرة لخدمة كل المواطنين.
ما قال عيد حول الحزب العربي الديمقراطي، وملف المبعدين في سوريا:
أنا لا أعتمد على الحزب العربي الديمقراطي في التحضيرات للانتخابات وجذب أصوات الناخبين، ولكن لديّ علاقات وأصحاب من خلاله. كما أن سياستي وسياسة رئيس الحزب “رفعت عيد” متناقضاتان كليًا، لا أتدخّل في شؤونهم وليس لديّ علاقة بهم.
أما بالنسبة للمبعدين فهذا الملف من أولى بنود برنامجي الانتخابي وتداولته مع اللواء ريفي، حيث نطالب بالعفو العام للجميع باستثناء المتورطين بمعارك ضد الجيش اللبناني كل منهم يجب ان يتحاكم حسب جرمه. إضافة لأشخاص في السجون من أكثر من سنة بدون محاكمة حتى الآن علينا النظر بهذا الموضوع. يجب أن يكون هناك محاكمة عادلة للكل ومن ضمنهم رفعت عيد.
ما موقف عيد من الحكم في سوريا وحزب الله وتدخل الحزب في سوريا؟
اتخذ عيد موقف الحياد علما أنه أشار الى تأييد الثورة السورية السلمية مع بداية الازمة في سوريا ليتناقض كلامه مع التعليقات على صفحته الخاصة على الفيس بوك سابقا والتي تم من خلالها مهاجمته على وسائل التواصل الاجتماعي ليؤكد عيد: “لست مع الحكم في سوريا أو ضده، هذه الدولة لها شؤونها الخاصّة، ولكن مع بداية الثورة السورية أو المعارضة كانت على أساس سلمية كلنا كنا معها. ومع دخول الارهاب وبداية الحرب لم نعد نستطيع تقييم الصح من الخطأ، خصوصا مع دخول الدول الكبرى الأجنبية في هذه الحرب. نحن كلبنانيين دورنا أن نهتم بأمورنا وشؤوننا الداخلية من حماية وتأمين الاستقرار والأمان للبلد حتى نستقطب الاستثمارات الخارجية ونبني المؤسسات التي تنشلنا من وضعنا السيء. ونحن اللبنانيون لا نستطيع أن نقدّم أي شيء بالنسبة للحرب في سوريا.
أما حزب الله فهو حزب لبناني مقاوم حرّر الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، ولكن يجب أن يكون هناك تنسيق بينه والدولة اللبنانية ليكون قرار السلم والحرب بيد الدولة وليس الحزب.
وبالنسبة لتدخل حزب الله في الحرب السورية اعتمد عيد سياسة النأي بالنفس مضيفا أنه لا يستطيع تحديد الصح من الخطأ حيث اشار بقوله: “أظن أننا كشعب واعٍ يجب اعتماد سياسة النأي بالنفس بغض النظر عن الأمور التي حصلت على الحدود اللبنانية السورية، الحزب على علم أكثر مني، لا أريد التدخّل بهذه الشؤون كما أنني لا أستطيع القول اذا كانوا على صح أو خطأ أو أن أقرّر عنهم؛ هذه شؤونهم الخاصة لا أريد التدخّل فيها.
كيف ترى جبل محسن مستقبلا؟
حيث أعطى بدر عيد رؤية واسعة الأفق قائلا: “أراه أفضل بكثير مزدهر له مستشفياته الخاصّة وبلديته الخاصة كون المنطقة أصبحت نصف مدينة كالبداوي، سوف ينقلب الوضع في جبل محسن 180 درجة تغير للأفضل.
وأتوجه لأهلي في جبل محسن أن يعتبرونني منهم أحد أفراد كل عائلة في المنطقة.
اتيت بكل نية صافية أُكمل مسيرة معينة بدون أية غاية أو مصلحة لمستقبل أكبر مشرق ومزدهر.”
تطول حالة الترقب حتى السادس من أيار، التاريخ الذي تحسم فيه النتائج و تكشف الستارة عن آراء الناخبين. فمن سيعتلي العرش النيابي الذي يمثّل الطائة العلوية؟
المصدر:خاص موقع اخبار لبنان اليوم