ونقلت وكالة الأنباء السورية ـ «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن القوات السورية فرضت سيطرتها الكاملة على بلدات وتلال شير النمر والنمر وبرج الحياة في ريف اللاذقية الشمالي القريب من الحدود التركية.
واقر برينان، خلال جلسة استماع أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي، بأن تنظيم «داعش» يحتفظ بقدراته على «شن هجمات إرهابية» في العالم، رغم جهود التحالف الدولي ضده.
وقال «للأسف، ورغم كل التقدم الذي احرزناه ضد تنظيم الدولة الإسلامية في ميدان المعركة وفي المجال المالي، لم تؤد جهودنا إلى الحد من قدراته على شن هجمات إرهابية في العالم». وأضاف «مع تزايد الضغط» على التنظيم ميدانياً في العراق وسوريا «نعتقد انه سيكثف حملته العالمية» لكي يبقى أقوى منظمة إرهابية. وتابع «نعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية يقوم بتدريب منفذين محتملين لاعتداءات، ويحاول نشرهم لشن هجمات جديدة».
وقال «على الأرض هناك عدة مؤشرات مهمة تصب في الاتجاه الصحيح»، مشيراً إلى خسارة التنظيم لأراض في العراق وسوريا ومواجهته «صعوبات أكثر في استقدام مقاتلين جدد إلى صفوفه».
لكن برينان أشار إلى أن هناك عشرات الآلاف من مقاتلي «داعش» ينتشرون في العالم، وهو ما يزيد كثيراً عن مقاتلي تنظيم «القاعدة» في ذروته. وأعلن أن الوكالة قلقة من زيادة عمليات «داعش» في ليبيا، مشيراً إلى أن هناك من خمسة إلى ثمانية آلاف مقاتل للتنظيم هناك، على الرغم من أن أعداد المقاتلين في العراق وسوريا انخفضت إلى 18 ـ 22 ألفاً من 19 ـ 25 ألفاً.
واعتبر برينان أن «داعش» سيغير استراتيجياته على الأرجح لتعويض خسائره الميدانية، ومواجهة القيود المفروضة على أمواله، ومن المحتمل أن يعتمد بشكل أكبر على «أساليب العصابات»، بما يشمل الهجمات الضخمة خارج حدود الأراضي التي يحتلها في العراق وسوريا. وأضاف «الموارد التي يحتاجها الإرهاب متواضعة للغاية، ولابد أن يعاني التنظيم من خسائر أفدح في الأراضي والمقاتلين والأموال حتى تتدنى قدراته الإرهابية بشكل ملحوظ».
وبشأن الأزمة السورية، عبر برينان عن اعتقاده بأن الدعم الروسي عزز قوة حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وقال «قبل عام كان الأسد في موقف دفاعي بينما كان مقاتلو المعارضة يشنون هجمات تحد من قدرة الجيش السوري. إنه (حالياً) في موقف أقوى مما كان عليه في حزيران من العام الماضي» نتيجة للدعم الروسي.
واعتبر برينان أن نسبة كبيرة من الغارات الجوية التي نفذتها روسيا والحكومة السورية كانت موجهة ضد ما تصفه الولايات المتحدة بالمعارضة «المعتدلة» للنظام السوري. وقال «نعم، الروس والسوريون كانوا يسعون وراء تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، لكن عدداً كبيرا من غاراتهم الجوية كانت موجهة ضد ما نعتبرها المعارضة السورية الشرعية التي تحاول إنقاذ بلادها من بشار الأسد».
لافروف
واستغرب لافروف تصريحات نظيره الأميركي جون كيري حول أن «للصبر حدودا» بشأن الأزمة السورية. وقال، خلال مشاركته في جلسة نادي «فالداي» على هامش منتدى بطرسبرغ الدولي، «رأيت تصريحات جون كيري ودهشت. يتحلى جون كيري عادة بضبط النفس، ولا أعرف ماذا حصل معه. ومن ثم قرأت توضيحاً أصدرته وزارة الخارجية الأميركية حول تصريحات كيري. عليهم أن يتحلوا بصبر أكبر».
وقال لافروف «في ما يخص جوهر الموضوع الذي أثار قلق كيري لهذه الدرجة، فهو تحدث عن نفاد الصبر بشأن عجزنا عن عمل ما يجب علينا أن نفعله مع بشار الأسد. أذكر أننا لم نقدم أي التزامات أو وعود لأحد»، مضيفاً «اتفقنا على أن جميع من يعمل من أجل تسوية الأزمة السورية، سيسترشدون بالاتفاقات التي تم تحقيقها في إطار مجموعة دعم سوريا والتي تبناها مجلس الأمن الدولي في قراره».
ورفض لافروف تحميل روسيا مسؤولية تعثر عملية التسوية السلمية بسوريا، مؤكداً أن واشنطن تتحمل مسؤولية رفض المعارضة السورية الجلوس إلى طاولة التفاوض.
وأشار إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أكد عجزه عن إطلاق حوار سياسي بمشاركة جميع الأطراف السورية. وأوضح أن «الأتراك لا يسمحون بمشاركة الأكراد في المحادثات، فيما ترفض الهيئة العليا للمفاوضات الاعتراف بالحقوق المتساوية لفصائل المعارضة الأخرى، بل تطالب باعتبارها المفاوض الرئيس. أما العجز عن إقناع هؤلاء الأشخاص بالجلوس حول طاولة المفاوضات، بمراعاة تامة للتفويض المعطى من جانب الأمم المتحدة، ليس ذنبنا، بل ذنب الولايات المتحدة التي تقف عاجزة، أو ربما لا تريد الضغط على حلفائها في المنطقة الذين يضعون شروطا».
ولم يستبعد لافروف، الذي التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ودي ميستورا، أن تكون واشنطن تسعى لاستغلال «جبهة النصرة» لإسقاط النظام الحاكم في سوريا. وأوضح أنه «مندهش من عجز الأميركيين على إجبار فصائل المعارضة التي يدعمونها على الخروج من المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين»، مشيراً إلى أنه «سبق لكيري أن تعهد، قبل ثلاثة أشهر، بإخراج المعارضين المعتدلين من المناطق القريبة من مناطق سيطرة النصرة في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكن الوزير الأميركي يقول إن واشنطن بحاجة إلى شهرين أو ثلاثة أشهر لإحراز هذه المهمة. يتولد انطباع مفاده أن واشنطن تود الإبقاء على جبهة النصرة واستخدامها لاحقاً في أغراض ما».
واعتبر لافروف أن «التسوية باتت في دائرة خبيثة، إذ ترفض الهيئة العليا للمفاوضات الجلوس حول طاولة المفاوضات، طالما تستمر الغارات الجوية، لكن من شأن إيقاف الغارات الجوية إعطاء النصرة المزيد من الإمكانيات لتعزيز قدراتها، بفضل تدفق التعزيزات والآليات القتالية والأسلحة والذخيرة من الأراضي التركية».
(«سانا»، «سبوتنيك»، «روسيا اليوم»، ا ف ب، رويترز، ا ب)